خط الشمندفر

2011-06-14 , 11:04 صباحاً

كشاف1

مبدع

المشاركات:2598
التسجيل:Aug 2007

كشاف1

أقدم لكم أحبائي مقطتفات من تقرير يلقي الضوء على تاريخ قطار الحجاز ( الشمندفر ) وقد نشر التقرير في مجلة قديمة تدعى مجلة الإذاعة السعودية عام 1380هـ ،،،
ولعموم الفائدة أحببت ان اساهم بهذا الطرح

أترككم مع التقرير ////

ذكريات سكة حديد الحجاز من مجلة الإذاعة السعودية عام 1380هجرية

قبل قرن كامل مضى، وبالتحديد عام 1908م، كانت القطارات البخارية تنطلق من محطة قطار "حيدر باشا" بإسطنبول إلى المدينة المنورة، معلنة أن حلماً صعب المنال قد أضحى حقيقة تدركها الأبصار والأسماع.
فقد كان الأول من سبتمبر عام 1908م، هو يوم اكتمال خط حديد الحجاز وانطلاق رحلته الأولى بعد ثمانية أعوام من عمل شاق متواصل أسفر عن خط سكة حديدية تجاوز طوله 1400 كم. فاستحال به خريف عام 1908م -مع ما فيه من الأزمات والمشكلات- مسرحا تزاحمت فيه آمال المسلمين وطموحاتهم في شتى ربوع الأرض مستبشرين ببعث جديد. وأضحى حلم مشاهدة سحب الدخان الكثيفة وهي تنبعث من القطار البخاري المنطلق من إسطنبول إلى الأراضي الحجازية، حقيقة قد تجسدت على أرض الواقع بعد أن كان ضربا من الخيال.

فكرة المشروع
عُرف خط حديد الحجاز في السجلات العثمانية باسم "خط شمندفر الحجاز"، أو "خط حديد الحجاز الحميدي"، وامتد بين الشام (دمشق) والمدينة المنورة. حيث ينطلق الخط من الشام ماراً بعمَّان ومعان ثم بتبوك ومدائن صالح وصولا إلى المدينة المنورة. وكان في خطة المشروع الحجازي أن يمتد بعد ذلك إلى مكة المكرمة ومن هناك إلى جدة، بيد أن أياً من ذلك لم يتحقق.

وإن تكن فكرة إنشاء الخط الحجازي قد طُرحت أول ما طُرحت في عهد السلطان عبد العزيز، إلا أنها تحققت في عهد السلطان عبد الحميد الثاني. ولما كانت جهود السلطان عبد الحميد الثاني منصبة على العمل من أجل إيقاف تمزق الدولة العثمانية وانهيارها أو تعطيله على الأقل، فقد أخذ على عاتقه إنجاز مشروع الخط الحجازي.
أوكل السلطان عبد الحميد الثاني مهمة تنفيذ هذا المشروع العملاق لـ"أحمد عزت باشا العابد" والمعروف في التاريخ باسم "عزت باشا العربي". ويتضمن المشروع، إنشاء خط سكة حديد الحجاز ليربط بين خط سكة حديد الأناضول وخط سكة حديد بغداد، وكذلك تأسيس شبكة اتصال تلغرافية بمحاذاة ذلك الخط الحديدي؛ حيث كان السلطان عبد الحميد الثاني يؤمن بأن هذا سيحقق له سهولة وسرعة في عمليات الاتصال والمتابعة بين مركز الدولة العثمانية وولاياتها في الشام والحجاز.

الإنشاء والتنفيذ

وقد أصدرت الإدارة السلطانية الخاصة قراراً بالبدء في إنشاء خط حديد الحجاز في الثاني من مايو عام 1900م، وفي الأول من سبتمبر عام 1900م، والذي يوافق العام الخامس والعشرين لجلوس السلطان عبد الحميد الثاني على عرش الدولة العثمانية، تم تدشين العمل في خط الحديد بين الشام ودرعا في احتفال رسمي مهيب.
ووصل خط الحجاز إلى عمّان عام 1903م، وإلى معان عام 1904م. وفي الأول من سبتمبر عام 1905م اكتملت المرحلة الأولى من خط الحجاز، وانطلقت أولى رحلات القطار بين الشام ومعان لنقل الركاب والبضائع.

وفي الأول من سبتمبر 1906م وصل الخط إلى مدائن صالح، ثم في 31 أغسطس 1908م وصل إلى المدينة المنورة. وخلال الثمانية أعوام التي جرى فيها تنفيذ خط الحجاز وصل طول الخط إلى 1464 كم. ومع إضافة الخطوط الفرعية الأخرى في المراحل اللاحقة بلغ طول الخط 1900 كم عام 1918م.
تولى منصب كبير مهندسي الأعمال الفنية، مهندس ألماني يُدعى "مايسنر باشا"، وعمل تحت قيادته أربعة وثلاثون مهندسا، سبعة عشر منهم عثمانيون والآخرون كان معظمهم من الألمان، بالإضافة إلى مهندسين من إيطاليا وفرنسا والنمسا وبلجيكا واليونان.
وبعد وصول الخط الحديدي إلى محطة مدائن صالح أصبح الجزء المتبقي من الخط داخل حيز المنطقة الحرام. ولما كان من المحظور شرعاً دخول غير المسلمين إلى هذه المنطقة، فقد جرى إنشاء الخط الواقع بين مدائن صالح والمدينة المنورة كله بأيدي مهندسين وعمال مسلمين.
ومع تقدم العمل في المشروع ازدادت خبرة العثمانيين، وعليه قلت أعداد المهندسين الأجانب في المراحل المتقدمة منه أمام أعداد المهندسين المسلمين التي كانت تزداد يوما بعد يوم. ومن ثم تميز خط حديد الحجاز بوصفه مشروعا عمل فيه الكثير من المهندسين المسلمين، قياسا بخط حديد الأناضول وخط حديد بغداد.

المصادر المالية
كانت التبرعات هي المصدر الأول لتمويل هذا المشروع الضخم. فكان تمويل خط حديد الحجاز من تبرعات المسلمين في شتى أنحاء العالم دون أن تشوبه أي مساهمة من الدول الأجنبية على النقيض من خطي سكة حديد الأناضول وبغداد اللذين أقيما بتمويل أجنبي.
وكانت الدولة العثمانية قد خصصت 18% من ميزانيتها لإنشاء هذا الخط، بيد أن تلك النسبة اعتُبرت ضئيلة للغاية عندما تم الإعلان عن أن إنشاء الخط سيتكلف نحو ثمانية مليون ليرة عثمانية. ومن ثم برز الاحتياج الشديد للأموال اللازمة لتنفيذ المشروع. ذلك المشروع الذي اعتبره المسلمون بمثابة "مسألة عزة وكرامة" أمام أوروبا. وأراد السلطان عبد الحميد أن يجنب دولته المزيد من الاستدانة، وأن يكون تمويل المشروع الحجازي بأموال إسلامية تماماً. فوجه نداءً إلى العالم الإسلامي من أجل التبرع للمشروع، ليدشن بذلك حملة تبرعات قلّ أن نجد لها نظيراً في تاريخ العالم.
وبدأت حملة التبرعات الأولى في مايو عام 1900م، بأن تبرع السلطان عبد الحميد الثاني من جيبه الخاص بخمسين ألف ليرة عثمانية، ودعا المسلمين كافة للمشاركة في هذه الحملة، سواءً كانوا ممن يعيشون في الأراضي العثمانية أو في غيرها. ومن بعد السلطان تبرع الباشاوات العثمانيون، ثم أقبل موظفو الدولة والتجار والبائعون والجنود والشعب على المشاركة في هذا التنافس الخيري. ولقي نداء السلطان عبد الحميد استجابة تلقائية وفورية بين كافة المسلمين في شتى بقاع العالم، حيث اقتطع المسلمون من أقواتهم ومدخراتهم للمساهمة في تمويل الخط الحجازي.
بل إن دولة ذات صراع تاريخي مع الدولة العثمانية مثل إيران قد جمعت أيضاً مقداراً من التبرعات -وإن كان ضئيلاً- وأرسلته إلى إسطنبول. وانهالت التبرعات التي جاءت من مناطق مترامية الأطراف مثل الهند وأفغانستان، ومن دول أخرى مثل الجزائر والسودان وتونس وليبيا وإندونيسيا وماليزيا. وتدفقت التبرعات من كافة أرجاء العالم؛ فجاءت التبرعات من الشعوب التركية في آسيا الوسطى، ومن مسلمي أوربا وأفريقيا وأمريكا. وذلك رغم كل المحاولات التي قامت بها الدول الأوربية لصرف هذه الشعوب المسلمة عن هذا المشروع وإقناعهم بعدم جديته. وأصبحت التبرعات التي تم جمعها من الضخامة ما تكفي لإنشاء ثلث الخط الحجازي.
كما حرصت الدولة أيضاً على اقتطاع جزء من دخلها العام لتمويل المشروع الحجازي، فأصدرت طوابع تمغات متعددة الفئات المالية في كافة دوائرها الحكومية والبيروقراطية، وجمعت جلود الأضاحي وباعتها وحملت عائداتها إلى ميزانية المشروع. إضافة إلى أن نظام البدء الفوري في تشغيل رحلات الركاب والبضائع في الأجزاء التي اكتملت من الخط الحديدي، كانت مصدراً آخر من مصادر التمويل.

حركة القطار
في الأول من سبتمبر عام 1908م والموافق للعام الثاني والثلاثين من جلوس السلطان عبد الحميد الثاني على عرش الدولة العثمانية، قام بافتتاح خط حديد الحجاز وسط مراسم رسمية مهيبة. وكانت قبل ذلك "لجنة خط حديد الحجاز" قد قامت نيابة عن السلطان بافتتاح المحطات الممتدة على خط سكة الحديد في احتفالات رسمية أيضاً.
وكان لغير المسلمين أيضاً الحق في استخدام المحطات البينية الموجودة على خط حديد الحجاز، غير أنه لم يكن من المسموح لهم الوصول بالقطار إلى المدينة المنورة، وكان للخط دور في نقل الأموال. وأسدى قطار الحجاز خدمات جليلة لحجاج بيت الله الحرام، واستُخدم أيضاً في بعض الأغراض العسكرية مثل نقل الجنود من منطقة إلى أخرى. كما قام القطار بنقل البضائع بين المناطق المختلفة، وهو ما أحدث انتعاشة في الحياة الاقتصادية والتجارية.
وتحددت أوقات تحرك القطارات وفقاً لمواقيت الصلاة. فكانت القطارات تتحرك على نحو لا يخل بأوقات الصلاة. فإذا ما دخل وقت الصلاة توقف القطار وتوجه الركاب لأداء الصلاة في العربة المخصصة لذلك.
الترجمة عن التركية: د. طارق عبد الجليل.

[CENTER][SIZE=4][COLOR=darkred][IMG]http://www.makkawi.com/forum/images/smilies/ep/Untitled-1.gif[/IMG]

أقدم لكم أحبائي مقطتفات من تقرير يلقي الضوء على تاريخ قطار الحجاز ( الشمندفر ) وقد نشر التقرير في مجلة قديمة تدعى مجلة الإذاعة السعودية عام 1380هـ ،،، 
ولعموم الفائدة أحببت ان اساهم بهذا الطرح

أترككم مع التقرير ////

[/COLOR][/SIZE][URL="http://arb-up.com/kglyhxv4bsqp"][SIZE=4][COLOR=darkred][IMG]http://disk06.arb-up.com/i/00066/kglyhxv4bsqp_t.jpg[/IMG][/COLOR][/SIZE][/URL]

[SIZE=4][COLOR=darkred]ذكريات سكة حديد الحجاز من مجلة الإذاعة السعودية عام 1380هجرية

قبل قرن كامل مضى، وبالتحديد عام 1908م، كانت القطارات البخارية تنطلق من محطة قطار "حيدر باشا" بإسطنبول إلى المدينة المنورة، معلنة أن حلماً صعب المنال قد أضحى حقيقة تدركها الأبصار والأسماع.
فقد كان الأول من سبتمبر عام 1908م، هو يوم اكتمال خط حديد الحجاز وانطلاق رحلته الأولى بعد ثمانية أعوام من عمل شاق متواصل أسفر عن خط سكة حديدية تجاوز طوله 1400 كم. فاستحال به خريف عام 1908م -مع ما فيه من الأزمات والمشكلات- مسرحا تزاحمت فيه آمال المسلمين وطموحاتهم في شتى ربوع الأرض مستبشرين ببعث جديد. وأضحى حلم مشاهدة سحب الدخان الكثيفة وهي تنبعث من القطار البخاري المنطلق من إسطنبول إلى الأراضي الحجازية، حقيقة قد تجسدت على أرض الواقع بعد أن كان ضربا من الخيال.

فكرة المشروع
عُرف خط حديد الحجاز في السجلات العثمانية باسم "خط شمندفر الحجاز"، أو "خط حديد الحجاز الحميدي"، وامتد بين الشام (دمشق) والمدينة المنورة. حيث ينطلق الخط من الشام ماراً بعمَّان ومعان ثم بتبوك ومدائن صالح وصولا إلى المدينة المنورة. وكان في خطة المشروع الحجازي أن يمتد بعد ذلك إلى مكة المكرمة ومن هناك إلى جدة، بيد أن أياً من ذلك لم يتحقق.

[/COLOR][/SIZE][URL="http://arb-up.com/64y9vlzgfx0u"][SIZE=4][COLOR=darkred][IMG]http://disk06.arb-up.com/i/00066/64y9vlzgfx0u_t.jpg[/IMG][/COLOR][/SIZE][/URL]

[SIZE=4][COLOR=darkred]وإن تكن فكرة إنشاء الخط الحجازي قد طُرحت أول ما طُرحت في عهد السلطان عبد العزيز، إلا أنها تحققت في عهد السلطان عبد الحميد الثاني. ولما كانت جهود السلطان عبد الحميد الثاني منصبة على العمل من أجل إيقاف تمزق الدولة العثمانية وانهيارها أو تعطيله على الأقل، فقد أخذ على عاتقه إنجاز مشروع الخط الحجازي.
أوكل السلطان عبد الحميد الثاني مهمة تنفيذ هذا المشروع العملاق لـ"أحمد عزت باشا العابد" والمعروف في التاريخ باسم "عزت باشا العربي". ويتضمن المشروع، إنشاء خط سكة حديد الحجاز ليربط بين خط سكة حديد الأناضول وخط سكة حديد بغداد، وكذلك تأسيس شبكة اتصال تلغرافية بمحاذاة ذلك الخط الحديدي؛ حيث كان السلطان عبد الحميد الثاني يؤمن بأن هذا سيحقق له سهولة وسرعة في عمليات الاتصال والمتابعة بين مركز الدولة العثمانية وولاياتها في الشام والحجاز.

[/COLOR][/SIZE][URL="http://arb-up.com/cw5e69x3z1eb"][SIZE=4][COLOR=darkred][IMG]http://disk06.arb-up.com/i/00066/cw5e69x3z1eb_t.jpg[/IMG][/COLOR][/SIZE][/URL]

[SIZE=4][COLOR=darkred]الإنشاء والتنفيذ

وقد أصدرت الإدارة السلطانية الخاصة قراراً بالبدء في إنشاء خط حديد الحجاز في الثاني من مايو عام 1900م، وفي الأول من سبتمبر عام 1900م، والذي يوافق العام الخامس والعشرين لجلوس السلطان عبد الحميد الثاني على عرش الدولة العثمانية، تم تدشين العمل في خط الحديد بين الشام ودرعا في احتفال رسمي مهيب.
ووصل خط الحجاز إلى عمّان عام 1903م، وإلى معان عام 1904م. وفي الأول من سبتمبر عام 1905م اكتملت المرحلة الأولى من خط الحجاز، وانطلقت أولى رحلات القطار بين الشام ومعان لنقل الركاب والبضائع.

[/COLOR][/SIZE][URL="http://arb-up.com/90oajbin7bzi"][SIZE=4][COLOR=darkred][IMG]http://disk06.arb-up.com/i/00066/90oajbin7bzi_t.jpg[/IMG][/COLOR][/SIZE][/URL]

[SIZE=4][COLOR=darkred]وفي الأول من سبتمبر 1906م وصل الخط إلى مدائن صالح، ثم في 31 أغسطس 1908م وصل إلى المدينة المنورة. وخلال الثمانية أعوام التي جرى فيها تنفيذ خط الحجاز وصل طول الخط إلى 1464 كم. ومع إضافة الخطوط الفرعية الأخرى في المراحل اللاحقة بلغ طول الخط 1900 كم عام 1918م.
تولى منصب كبير مهندسي الأعمال الفنية، مهندس ألماني يُدعى "مايسنر باشا"، وعمل تحت قيادته أربعة وثلاثون مهندسا، سبعة عشر منهم عثمانيون والآخرون كان معظمهم من الألمان، بالإضافة إلى مهندسين من إيطاليا وفرنسا والنمسا وبلجيكا واليونان.
وبعد وصول الخط الحديدي إلى محطة مدائن صالح أصبح الجزء المتبقي من الخط داخل حيز المنطقة الحرام. ولما كان من المحظور شرعاً دخول غير المسلمين إلى هذه المنطقة، فقد جرى إنشاء الخط الواقع بين مدائن صالح والمدينة المنورة كله بأيدي مهندسين وعمال مسلمين.
ومع تقدم العمل في المشروع ازدادت خبرة العثمانيين، وعليه قلت أعداد المهندسين الأجانب في المراحل المتقدمة منه أمام أعداد المهندسين المسلمين التي كانت تزداد يوما بعد يوم. ومن ثم تميز خط حديد الحجاز بوصفه مشروعا عمل فيه الكثير من المهندسين المسلمين، قياسا بخط حديد الأناضول وخط حديد بغداد.

[/COLOR][/SIZE][URL="http://arb-up.com/iflgqnmp6vgh"][SIZE=4][COLOR=darkred][IMG]http://disk06.arb-up.com/i/00066/iflgqnmp6vgh_t.jpg[/IMG][/COLOR][/SIZE][/URL]

[SIZE=4][COLOR=darkred]المصادر المالية
كانت التبرعات هي المصدر الأول لتمويل هذا المشروع الضخم. فكان تمويل خط حديد الحجاز من تبرعات المسلمين في شتى أنحاء العالم دون أن تشوبه أي مساهمة من الدول الأجنبية على النقيض من خطي سكة حديد الأناضول وبغداد اللذين أقيما بتمويل أجنبي.
وكانت الدولة العثمانية قد خصصت 18% من ميزانيتها لإنشاء هذا الخط، بيد أن تلك النسبة اعتُبرت ضئيلة للغاية عندما تم الإعلان عن أن إنشاء الخط سيتكلف نحو ثمانية مليون ليرة عثمانية. ومن ثم برز الاحتياج الشديد للأموال اللازمة لتنفيذ المشروع. ذلك المشروع الذي اعتبره المسلمون بمثابة "مسألة عزة وكرامة" أمام أوروبا. وأراد السلطان عبد الحميد أن يجنب دولته المزيد من الاستدانة، وأن يكون تمويل المشروع الحجازي بأموال إسلامية تماماً. فوجه نداءً إلى العالم الإسلامي من أجل التبرع للمشروع، ليدشن بذلك حملة تبرعات قلّ أن نجد لها نظيراً في تاريخ العالم.
وبدأت حملة التبرعات الأولى في مايو عام 1900م، بأن تبرع السلطان عبد الحميد الثاني من جيبه الخاص بخمسين ألف ليرة عثمانية، ودعا المسلمين كافة للمشاركة في هذه الحملة، سواءً كانوا ممن يعيشون في الأراضي العثمانية أو في غيرها. ومن بعد السلطان تبرع الباشاوات العثمانيون، ثم أقبل موظفو الدولة والتجار والبائعون والجنود والشعب على المشاركة في هذا التنافس الخيري. ولقي نداء السلطان عبد الحميد استجابة تلقائية وفورية بين كافة المسلمين في شتى بقاع العالم، حيث اقتطع المسلمون من أقواتهم ومدخراتهم للمساهمة في تمويل الخط الحجازي.
بل إن دولة ذات صراع تاريخي مع الدولة العثمانية مثل إيران قد جمعت أيضاً مقداراً من التبرعات -وإن كان ضئيلاً- وأرسلته إلى إسطنبول. وانهالت التبرعات التي جاءت من مناطق مترامية الأطراف مثل الهند وأفغانستان، ومن دول أخرى مثل الجزائر والسودان وتونس وليبيا وإندونيسيا وماليزيا. وتدفقت التبرعات من كافة أرجاء العالم؛ فجاءت التبرعات من الشعوب التركية في آسيا الوسطى، ومن مسلمي أوربا وأفريقيا وأمريكا. وذلك رغم كل المحاولات التي قامت بها الدول الأوربية لصرف هذه الشعوب المسلمة عن هذا المشروع وإقناعهم بعدم جديته. وأصبحت التبرعات التي تم جمعها من الضخامة ما تكفي لإنشاء ثلث الخط الحجازي.
كما حرصت الدولة أيضاً على اقتطاع جزء من دخلها العام لتمويل المشروع الحجازي، فأصدرت طوابع تمغات متعددة الفئات المالية في كافة دوائرها الحكومية والبيروقراطية، وجمعت جلود الأضاحي وباعتها وحملت عائداتها إلى ميزانية المشروع. إضافة إلى أن نظام البدء الفوري في تشغيل رحلات الركاب والبضائع في الأجزاء التي اكتملت من الخط الحديدي، كانت مصدراً آخر من مصادر التمويل.

حركة القطار
في الأول من سبتمبر عام 1908م والموافق للعام الثاني والثلاثين من جلوس السلطان عبد الحميد الثاني على عرش الدولة العثمانية، قام بافتتاح خط حديد الحجاز وسط مراسم رسمية مهيبة. وكانت قبل ذلك "لجنة خط حديد الحجاز" قد قامت نيابة عن السلطان بافتتاح المحطات الممتدة على خط سكة الحديد في احتفالات رسمية أيضاً.
وكان لغير المسلمين أيضاً الحق في استخدام المحطات البينية الموجودة على خط حديد الحجاز، غير أنه لم يكن من المسموح لهم الوصول بالقطار إلى المدينة المنورة، وكان للخط دور في نقل الأموال. وأسدى قطار الحجاز خدمات جليلة لحجاج بيت الله الحرام، واستُخدم أيضاً في بعض الأغراض العسكرية مثل نقل الجنود من منطقة إلى أخرى. كما قام القطار بنقل البضائع بين المناطق المختلفة، وهو ما أحدث انتعاشة في الحياة الاقتصادية والتجارية.
وتحددت أوقات تحرك القطارات وفقاً لمواقيت الصلاة. فكانت القطارات تتحرك على نحو لا يخل بأوقات الصلاة. فإذا ما دخل وقت الصلاة توقف القطار وتوجه الركاب لأداء الصلاة في العربة المخصصة لذلك.
الترجمة عن التركية: د. طارق عبد الجليل.

[/COLOR][/SIZE][/CENTER]

2011-06-14 , 11:04 صباحاً

0

Thread GPT is currently disabled for maintenance.

Please register or login to use Like.

Rate limit exceeded. Please wait before liking again.

Please register or login to use Like.

تم تعديل الرد

2011-06-14 , 09:22 مساءً

MooNLiNE

مبدع

المشاركات:2383
التسجيل:Jul 2010

MooNLiNE

قبل 100 عام عندنا قطار دولي !

واللحين عشان قطار زي الناس داخلي مافيه !

2011-06-14 , 09:22 مساءً

0

2011-06-14 , 10:40 مساءً

_RAIN

مشارك

المشاركات:530
التسجيل:May 2011

_RAIN

الله يرحم الحال

2011-06-14 , 10:40 مساءً

0

2011-06-14 , 10:46 مساءً

Hope industry

استغفر الله

المشاركات:19354
التسجيل:May 2007

Hope industry

ياليت في قطارات تربط مناطق المملكة من جيزان الى تبوك ومن جده الين الدمام ولا يقل سرعة القطار عن 300 كيلو

لكن ماعندك احد

2011-06-14 , 10:46 مساءً

0

2011-06-15 , 12:53 صباحاً

مصرقع اس اس

مبدع

المشاركات:2873
التسجيل:Dec 2007

مصرقع اس اس

او يوم دولتنا فقيره كان عندها قطار دولي والحين دوتنا تطرش قروش ما قدرت تخلص شارع الملك عبد الله
وا قطار دولي قبل 100سنه خلص با8 سنوات وا شارع الملك عبدالله بيكمل عشر سنوات ما خلص

2011-06-15 , 12:53 صباحاً

0

2011-06-15 , 02:49 صباحاً

KSA-DANGERS 518

عضو

المشاركات:638
التسجيل:Jun 2010

KSA-DANGERS 518

تقرير رائع

كشاف1 كتب:

وبعد وصول الخط الحديدي إلى محطة مدائن صالح أصبح الجزء المتبقي من الخط داخل حيز المنطقة الحرام. ولما كان من المحظور شرعاً دخول غير المسلمين إلى هذه المنطقة، فقد جرى إنشاء الخط الواقع بين مدائن صالح والمدينة المنورة كله بأيدي مهندسين وعمال مسلمين.

عندي تعقيب , حدود الحرم بالمدينة نفسها وليس من مدائن صالح

-------
القطار كان مهم لدولة العثمانية الا ان معارك الاتراك جعلت بعض القبائل تفجر سكة الحديد مع مساعدة ضابط الاستخبارات لورانس البريطاني < نزلوا فلم يروي فيها قصته

2011-06-15 , 02:49 صباحاً

0

2011-06-15 , 03:13 صباحاً

أمير الخليج

جابر عثرات الكرام

المشاركات:647
التسجيل:Jul 2006

أمير الخليج

والله مثل ما قال الاخ الي فوق .. المفروض قطار يربط مدن المملكة .. صراحة بيكون مشروع جبار وقوي .. وتكون على طراز عالي المملكة ماهي ناقصه فلوس او شي امس مجلس الشورى موافق على تسليف شركة الكهرباء 51 مليار ريال .؟ يعني بمثل القيمة هذي تسوي قطار بين مدن المملكة و توقيع مع شركة متخصصه اجنبيه .. ماهي شركة صينيه مثل قطار الحرم باص مناحي اطلق منه ..

وتقرير رائع يالغالي لا هنت على الطررح

2011-06-15 , 03:13 صباحاً

0

2011-06-15 , 04:50 صباحاً

وليد زمانه

(( الــــعـــــــــمـــــده ))

المشاركات:12307
التسجيل:Dec 2009

وليد زمانه

ودي اشوف قطار يربط جميع مدن المملكـه وقطار بمعنى قطار مثل قطارات اليابان والدول الأوربيـه

مو قطار متهالك مثل قطار المشاعر لاكن شكلنـاا بنموت ومراح نشوف التطور والقطارات السريعـه هاذي

يعطيك العافيه ياكشــااف وتقرير رائــع والله ياسيدي ..

بارك الله فيك ياغالي ..

تحيآتي لك ..

:11:

2011-06-15 , 04:50 صباحاً

0

2011-06-15 , 06:55 صباحاً

mhd12

مشارك

المشاركات:363
التسجيل:Sep 2009

mhd12

والله كل ما اروح المدينه لازم اتعدى من المركز حقه

شي جناااان بصراحه

2011-06-15 , 06:55 صباحاً

0

2011-06-15 , 10:00 صباحاً

بوجبر

مبدع

المشاركات:4967
التسجيل:Nov 2009

بوجبر

اسف اني طلعت من موضوعك بس شوف 8سنيين خلصوا القطار قهر

و احنا القطار الي بيسوونه كل شوي ياجلونه
لا وفوق كيذا ما يمشي الا 200:new8:
الدول الثانية وصلت سرعة 500 بالقطارات المغناطيسية و احنا:new8:

2011-06-15 , 10:00 صباحاً

0

2011-06-16 , 06:08 مساءً

كشاف1

مبدع

المشاركات:2598
التسجيل:Aug 2007

كشاف1

مشكورين على ردودكم

يعطيكم الف عافية

2011-06-16 , 06:08 مساءً

0

2011-06-16 , 10:58 مساءً

khenm5

عضو فعال

المشاركات:997
التسجيل:Jun 2010

khenm5

فتى المستحيل كتب:

ياليت في قطارات تربط مناطق المملكة من جيزان الى تبوك ومن جده الين الدمام ولا يقل سرعة القطار عن 300 كيلو

لكن ماعندك احد

قد جو شركة صينية لكن ....

ما ابي اكمل المنتدى بيحذف الرد لكن كانك تبي اعلمك اجيبلك عالخاص راسلني

2011-06-16 , 10:58 مساءً

0

2011-06-17 , 12:12 صباحاً

كيندل

عضو جديد

المشاركات:11
التسجيل:Jun 2011

كيندل

اسم الخط الشمندفر

معلومة جديدة

2011-06-17 , 12:12 صباحاً

0

2011-06-17 , 02:20 صباحاً

altaboot

>>>>>>>>>>>>>> K I N G

المشاركات:17914
التسجيل:May 2008

altaboot

يعني باختصار بالرغم من الطفره والجهل الي كان قبل 100 سنه الا ان عقولهم انضف من عقول بعص المسؤلين عندنا حاليآ

الحين مع التطور بالعلم والمعرفه والمصانع والاقتصاد القوي مافيه قطارات للاسف

هل تعلم

هل تعلم ان مترو لندن له مايقارب 150 سنه وتحت الارض
هل تعلم ان قطار دبي تم اكماله في 4 سنوات
هل تعلم ان اسرع قطار بالعالم وصل سرعته الى 480 كيلو متر
هل تعلم ان اخر قطارات تم انشاءه ويستخدم بالطاقه الشمسيه في احدى الدول ( الي مو مصدق يبحث باليوتيوب )

هل تعلم ان السعودية الان تفكر لآنشاء قطارات من فكرة مخترع سعودي وسرعتها 300 كيلو وبمواصفات ممتازة لكن المشكلة ان قطارات ستستخدم لنقل البضائع لدعم التجار بشكل اسرع في نقل البضائع لكن ارواح المواطنين وغيره الله المستعان محد يفكر

2011-06-17 , 02:20 صباحاً

0

2011-06-17 , 02:33 صباحاً

مؤقت

عضو بارز

المشاركات:1424
التسجيل:Oct 2007

مؤقت

بعض الصور الحديثة للسكة

احد اجزاء القطار

محطة نزول الركاب

وامامهم المسجد مباشرة

والمسجد موجود بالعنبرية والى الان تقام في الصلاة :d

2011-06-17 , 02:33 صباحاً

1

2011-06-17 , 09:30 صباحاً

for free dsl

عضو

المشاركات:46
التسجيل:May 2008

for free dsl

شوف الاخلاص بالعمل
- جسور لها 100 سنة ولا زالت
- محطة ركاب ولا اروع ما يدخلها الغبار مثل مطار الرياض ولا يدخلها المطر مثل مركز المعارض ؟؟؟
- رغم الامكانيات الضعيفه قطار طولة 1400كلم ... واحنا 400 كلم وما زال يسير بالبركة
شوف قطار الحرمين والتكتلات اللي صارت علية للفوز بتنفيذه (من اجل الفوز بالاجر والثواب من رب العالمين ) ؟

بعد اذن صاحب الموضوع اضيف الرابط
http://alsahra.org/?cat=15

2011-06-17 , 09:30 صباحاً

0

2011-06-17 , 09:32 صباحاً

new_boy

نشيط

المشاركات:1121
التسجيل:Jan 2007

new_boy

الحين شالو بقايا القطارات والتراث اللي في المدينة وخلوها حديقه للعوائل <.<

وحتى الجسر اللي في القبلتين من جهة الورش هدوه

شي يقهر

2011-06-17 , 09:32 صباحاً

0

2011-06-17 , 09:47 صباحاً

دبنهامز

عضو بارز

المشاركات:1270
التسجيل:May 2006

دبنهامز

شتان بين عقلية وزراء الدولة العثمانية العظمى الذين هدفهم الأول خدمة الأمة الإسلامية وبين عقلية وزراء تحرير المرأة (مقارنة ظالمة )
شتان بين عقلية وزراء الدولة العثمانية العظمى الذين هدفهم الأول خدمة الدين والعقيدة وبين عقلية وزراء الدينار (مقارنة ظالمة )
شتان بين عقلية وزراء الدولة العثمانية العظمى الذين هدفهم الأول العلم والتطور وبين عقلية وزراء الواسطة (مقارنة ظالمة )
شتان بين عقلية وزراء الدولة العثمانية العظمى الذين هدفهم الأول النهضة وبين عقلية وزراء البلاك بييري (مقارنة ظالمة )

2011-06-17 , 09:47 صباحاً

0

2011-06-17 , 10:24 صباحاً

zoal

مراقب عام

Here

المشاركات:3219
التسجيل:Oct 2010

zoal

الله يعطيك العافية اخوي ، وللأسف الجهد الذي بذل في انجازة وخاصتاً دعم السلطان العادل عبدالحميد اصطدم في انحلال الدولة العثمانية او بالأصح ظهور بعض الخونة تنادي بأنفصال الدولة عن باقي الاقطار العربية وتحويلها الى نظام علماني ، وهذا ما حصل فعلاً حتى الشام لم يسلم حينما ظل ينحل رويداً رويد حتى جاء الانجليز الذين اغتصبوا الأرض العربية وفرشوا الارض لدخول اليهود

هم كذلك اليهود والنصارى عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
قال تعالى ( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ) البقرة 217

2011-06-17 , 10:24 صباحاً

0

2011-06-18 , 04:58 مساءً

كشاف1

مبدع

المشاركات:2598
التسجيل:Aug 2007

كشاف1

يعطيكم العافية

2011-06-18 , 04:58 مساءً

0

تسجيل الدخول